الشرق تريبيون- متابعات
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الخميس، خطابًا إلى الشعب الأمريكي، استعرض خلاله حصاد إنجازاته منذ عودته للبيت الأبيض قبل 11 شهرًا، مهاجمًا بشدة إرث سلفه جو بايدن، ومعلنًا تحقيق السلام في الشرق الأوسط لأول مرة منذ 3000 عام وإنهاء حرب غزة.
إرث فوضى بايدن
افتتح ترامب خطابه بعبارة حادة قائلًا: "قبل 11 شهرًا، ورثت فوضى عارمة، وأنا الآن أعمل على إصلاحها".
ووفقًا لما ذكره الرئيس الأمريكي، حمّل ترامب إدارة بايدن مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد، مشيرًا إلى أن السنوات الأربع الماضية شهدت ارتفاع معدلات الجريمة إلى مستويات قياسية، وحدودًا مفتوحة أمام المهاجرين غير الشرعيين، وحكومة فيدرالية وصفها بأنها "مريضة وفاسدة".
وواصل هجومه على الإدارة الديمقراطية السابقة قائلًا: "إدارة بايدن أدخلت ملايين المهاجرين غير الشرعيين لبلادنا".
وانتقد ترامب ما أسماه حكم السياسيين الذين قاتلوا فقط من أجل "المطلعين والمهاجرين غير الشرعيين والمجرمين المحترفين واللوبيات والسجناء والإرهابيين"، مضيفًا أن الدول الأجنبية استغلت الولايات المتحدة بمستويات غير مسبوقة.
استطرد: "هذه الفترة شهدت أيضًا رجالًا متحولين جنسيًا يلعبون في الرياضات النسائية".
أمن الحدود والمخدرات
في مجال الأمن الداخلي، أكد ترامب: "حدودنا أصبحت أقوى من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أن واشنطن العاصمة أصبحت آمنة بعد طرد عصابات المخدرات منها.
وفي تصريح لافت، قال الرئيس الأمريكي إن "الشهر الماضي لم يعبر مهاجر غير شرعي واحد حدودنا"، معلنًا أن نسبة تدفق المخدرات انخفضت بنسبة 94%.
وأكد ترامب أن هذه الإنجازات الأمنية جاءت نتيجة سياساته الصارمة على الحدود، في مقابل ما وصفه بـ"الحدود المفتوحة" في عهد بايدن.
إنهاء 8 حروب وسلام تاريخي
على صعيد السياسة الخارجية، استعرض ترامب ما اعتبره إنجازات تاريخية غير مسبوقة، إذ أعلن أن الولايات المتحدة "تمتلك أقوى جيش في العالم"، وأنه نجح في إنهاء ثمانية حروب خلال الأشهر الماضية.
وفي كلمته قال ترامب إنه "أوقف حرب غزة وحقق السلام بالشرق الأوسط"، مضيفًا أنه "قضى على التهديد الإيراني وحقق السلام بالشرق الأوسط لأول مرة منذ 3000 سنة".
وكشف ترامب أنه تمكن من إعادة المحتجزين الإسرائيليين، سواء الأحياء منهم أو الموتى، في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى مع حماس.
وفي ختام حديثه عن الإنجازات الخارجية، قال بفخر: "نحن أفضل دولة في العالم".
الاقتصاد والرسوم الجمركية
في الملف الاقتصادي، دافع ترامب بقوة عن سياسة الرسوم الجمركية التي واجهت انتقادات واسعة، مؤكدًا أنها "أسهمت في إنعاش الاقتصاد الأمريكي وأوقفت سرقة البلدان الأخرى لمواردنا"، مضيفًا أنه توصل لاتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات "ستعود بالنفع على المواطنين الأمريكيين".
ووفق تصريحاته، اتخذت إدارته إجراءات حاسمة مكنتها من "السيطرة على كارثة التضخم التي تسبب بها بايدن"، مشددًا على أن شعاره الثابت هو "نضع الولايات المتحدة أولًا".
وربط ترامب نجاح الرسوم الجمركية بتمويل المبادرات الحكومية، قائلًا: "جنينا أموالًا أكثر بكثير مما كان يعتقده أي شخص بسبب الرسوم الجمركية".
تابع: "حصلنا على استثمارات قياسية بقيمة 18 تريليون دولار ما يعني زيادة الوظائف والأجور.. كانت لدينا أسوأ اتفاقيات تجارية وحققنا تغييرًا إيجابيًا أكثر من أي إدارة سابقة".
وعود بخفض الأسعار
قدَّم ترامب سلسلة وعود للمواطنين الأمريكيين تتعلق بخفض الأسعار، إذ أكد أن "أسعار الطاقة ستنخفض خلال الفترة المقبلة"، وأن "أسعار الدواء ستنخفض بشكل كبير".
وفي مجال الرعاية الصحية، وعد المواطنين بأنهم "سيحصلون على الرعاية الطبية بأسعار مناسبة"، معلنًا عن رغبته في "منح الأموال مباشرة لدافعي الضرائب ليحصلوا على الرعاية الصحية".
فيما أشار إلى أنه سيعلن عن إصلاحات في مجال الإسكان خلال العام المقبل.
وأكد أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الجديد "سيعمل على خفض أسعار الفائدة بشكل كبير"، في إطار خطته الشاملة لتخفيف الأعباء المالية عن المواطنين.
مكافأة غير مسبوقة للجيش
في أبرز إعلانات الخطاب، كشف ترامب عن مبادرة أطلق عليها اسم "أرباح المحاربين"، إذ سيحصل 1,450,000 من أفراد القوات المسلحة على شيك بقيمة 1,776 دولار لكل جندي، في رمزية واضحة لعام تأسيس الولايات المتحدة.
وقال ترامب: "تكريمًا لتأسيس أمتنا في عام 1776، نرسل لكل جندي 1,776 دولار، والشيكات في الطريق بالفعل قبل عيد الميلاد".
وأضاف بنبرة فخورة: "لا أحد يستحق هذا أكثر من جيشنا، وأقول تهانينا للجميع"، مشيرًا إلى أن تمويل هذه المكافأة جاء من عائدات الرسوم الجمركية التي حققت إيرادات أعلى من المتوقع.
من الأسوأ إلى الأفضل
اختتم ترامب خطابه بالقول: "في بضعة أشهر قصيرة، انتقلنا من الأسوأ إلى الأفضل"، مؤكدًا أنه فاز برقم قياسي في الولايات المتأرجحة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهو ما يعكس ثقة الشعب الأمريكي في سياساته.
يأتي هذا الخطاب في وقت يقترب فيه ترامب من إتمام عامه الأول في ولايته الثانية، وسط تحديات سياسية واقتصادية، إذ يواجه انتقادات من خصومه الديمقراطيين حول رسائله المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2026، إلى جانب تساؤلات حول تركيزه المكثف على ملفات السياسة الخارجية في وقت يواجه فيه الأمريكيون تحديات اقتصادية داخلية.