الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
الاعمدة والكتاب

العراق على أعتاب التغيير

العراق على أعتاب التغيير

كتب : حامد الشريفى 

الشعب العراقي اليوم يقف على أعتاب لحظة فارقة، لحظة مشبعة بالخوف من المجهول، لكنها أيضاً لحظة ولادة جديدة، لحظة يستفيق فيها هذا الشعب الجريح من كابوس طويل من الظلم والاستبداد. في هذه اللحظة، تبدو الأرض وكأنها تهتز تحت أقدام الجميع .

فما كان بالأمس “حصانة” أو “قوة” لم يعد ينفع اليوم، وأزلام إيران الذين حاولوا لعقود استعباد الشعب العراقي ويزرعوا في قلبه الخوف باتوا أمام عدالة قادمة لا ترحم. مثلما تقول القصة، كان هناك قرد في الغابة، رمزاً للمكر والانتهازية، تحالف مع أسد جائع في لحظة ضعف.

دلّه على حمار مكسور القدم ليأكله، في مقابل وعدٍ بحصانة تضمن للقرد عشرين سنة من البلطجة والتنمر والسرقة من بقية حيوانات الغابة. حصل القرد على الحصانة، واستغلها لأذى بقية الحيوانات وإذلالها، متفاخراً أنه تحت حماية الأسد.

لكن المكر لا يدوم، والعدالة لا تغيب طويلاً.

فبعد اقل من عامين، دخل الصيادون الغابة وأطلقوا أعيرتهم النارية لصيد الأسود. ركض القرد، خائفاً هذه المرة، يبحث عن الأسد ليسأله عن فعالية تلك الحصانة التي كان يتفاخر بها، ولكنه وجد الأسد بنفسه يركض مذعوراً، وعندما واجهه القرد وقال: “أيها الأسد، أنا لدي حصانة منك!” أجابه الأسد وهو يلهث: “اركض! لعنة الله عليك وعلى حصانتك، الصيادون لا يبالون بشيء، هم هنا ليقتلوني أنا.”

اليوم، العراق يشبه هذه الغابة التي سيدخلها الصيادون غداً، لكن هذه المرة الصياد هو صوت الشعب، صوت الحق والعدالة الذي لا يقبل المساومات. أولئك الذين ظنوا أن تحالفاتهم مع ايران ومرجعيتها العليا واحزابها الحاكمة وميليشياتهم ستحميهم إلى الأبد، يقفون الأن فى مرمى العدالة .

أزلام إيران، الذين استغلوا ضعف العراق في لحظات انهياره، أرادوا أن يحوّلوا الشعب إلى قطيع من الخراف يخاف أن يرفع صوته أو يقاوم. لكن الشعب العراقي ليس قطيعاً، بل أمةٌ تمتلك من الشجاعة والإرادة ما يكفي ليطيح بكل طاغية وظالم، هذه المرة بمساعدة صديق جاد وجديد. لخوف من المجهول أم الأمل بالتغيير؟

الشعب العراقي خائف من المجهول، لكنه أيضاً مليء بالأمل، ففي كل زاوية من زوايا الوطن، تنبض القلوب بانتظار العدالة، الخوف الذي يغلف اللحظة ليس إلا الخوف من مرحلة انتقالية، من مواجهة الحقيقة التي لطالما حاول البعض دفنها. ولكن هذه الحقيقة، مهما كانت مؤلمة، تظل الطريق الوحيد نحو بناء وطن حر وعادل.

كما أن القرد في القصة أدرك أن حصانته كانت وهماً أمام قوة العدالة، فإن أزلام إيران اليوم يعيشون اللحظة ذاتها، لقد استغلوا العراق سنوات، نهبوا خيراته، وأضعفوا مؤسساته، وحاولوا قمع صوت الشعب بشتى الوسائل، لكنهم الآن مع اقتراب التغيير يقفون عراة أمام عدالة الشعب بلا حصانة ولا حماية، اذن لا حصانة لمن خان شعبه ووطنه، حتى من كانوا في السلطة أو ممن استقووا بالخارج سيجدون أنفسهم في مرمى العدالة.

التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. هذه المرحلة ليست إلا البداية، والصيادون هم اصدقاءنا الجدد الذين يحملون بنادق الحق والعدالة، سوف لن يتوقفوا حتى يطهروا البلاد من كل من خانها واستباح كرامتها. لكل من يظن أنه يمتلك حصانة، أو أنه بمنأى عن المحاسبة، ليعلم أن التاريخ مليء بالدروس، اليوم قد تمتلك النفوذ، المال، أو دعم ايران، لكن عندما تهب رياح التغيير لن ينفعك شيء.

الشعب العراقي لن يغفر لمن خان، ولن يقبل بأقل من العدالة الكاملة، وهذه رسالة لكل من يعتقد انه فوق القانون.

العراق سيصبح مثل الغابة التي اقتحمها الصيادون، كل ظالم ومفسد بات في مرمى العدالة، والأسد الذي كان يحمي أزلامه هرب بنفسه، وتركهم ليواجهوا مصيرهم، إنها لحظة حساب لن يُعفى فيها أحد من حساب الشعب. الشعب العراقي أثبت عبر التاريخ أنه شعب لا يقهر. قد تمر عليه المحن، لكنه دائماً ينهض، أقوى وأكثر إصراراً، اذن باذنه تعالى سيعود اقوى بكثير.

اليوم العراق ليس مجرد دولة تبحث عن التغيير، بل هو أمة بأكملها قررت أن تستعيد كرامتها وسيادتها. العدالة قادمة يا شعبنا العزيز، ولن يكون هناك مكان لأي قرد أو أسد خائن يحاول أن يختبئ من غضب الشعب. هذا هو العراق الجديد، عراق العدالة والقانون.

فاستعدوا، لأن الأرض ستزلزل تحت أقدام الظالمين  

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة