الجريدة العربية الاولى عند التأسيس ناطقة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ..مقرها لندن والقاهرة وقريبا فى دول الخليج و المغرب العربى

رئيس التحرير
محمد العطيفي
الشرق تريبيون
مستقلة. سياسية. دولية
الصوت العربي الى العالم
عاجل
الاعمدة والكتاب

مساعي ايران في العراق والاقليم

مساعي ايران في العراق والاقليم

كتب : حامد الشريفى 

التغلغل الإيراني في السياسة والإعلام العراقي يتم عبر مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات التي تهدف إلى ضمان نفوذ إيران في البلاد، خاصة مع احتمالية تغير النظام الحاكم في المستقبل القريب.

الممارسات تشمل ما يلي:

1-زرع شخصيات سياسية وإعلامية موالية: 

وفقًا لتقارير ودراسات، إيران تستغل حالة الهشاشة السياسية في العراق لتعيين أشخاص مؤيدين لها في مواقع مؤثرة ضمن الحكومة المستقبلية لضمان استمرار تحقيق مصالحها. هذا يشمل دعم شخصيات إعلامية تدّعي المعارضة للنظام العراقي الحالي لتكون جاهزة لأي تغير سياسي، وربما يظهر هذا التوجه في شخصيات تبرز كمعارضة في الخارج، لكنها قد تكون مرتبطة بالإطلاعات الإيرانية عبر برامج موجهة.

2-السيطرة على وسائل الإعلام العراقية: 

إيران استثمرت في بناء شبكة إعلامية قوية داخل العراق تتبنى خطابًا داعمًا لأجندتها السياسية والدينية. وسائل الإعلام هذه تسعى لتشكيل الرأي العام المحلي بما يخدم أهداف طهران، كما تستغل الإعلام الحديث لتحقيق النفوذ الثقافي والسياسي وإضعاف الهوية الوطنية العراقية عبر التركيز على الانقسامات الطائفية.

3-برامج موجهة لإظهار معارضة وهمية: 

ذكرت تقارير أن إيران قد تدفع شخصيات إلى التظاهر بمعارضة الحكومة العراقية الموالية لها، لكن الغرض الحقيقي هو كسب ثقة المعارضين الحقيقيين أو الدول التي تعتبر نفسها خصمًا لطهران. هذا يُستخدم لتوجيه المعارضة أو حتى اختراقها، شخصيات قد يمثلون جزءًا من هذا البرنامج، خاصة مع نشاطهم في مجالات حساسة كالتطبيع مع إسرائيل، ما قد يُفسَّر على أنه محاولة لكسب ثقة أطراف دولية وإقليمية.

4-استغلال النفوذ الاقتصادي والمنافذ الحدودية:

 إيران تسيطر على منافذ حدودية مع العراق عبر ميليشيات موالية، وتستخدم هذه المنافذ للتهريب والتجارة غير القانونية، مما يُمكّنها من تمويل أنشطتها السياسية والاستخباراتية داخل العراق.

ما يُؤكد هذه الادعاءات هو كشف وثائق “ويكيليكس” عن نفوذ إيران منذ 2003، عندما أشار دبلوماسيون عراقيون إلى تدخلات عميقة تشمل جميع القطاعات العراقية، بما فيها الإعلام والاقتصاد والسياسة: وهي برقية دبلوماسية من وزارة الخارجية الامريكية كشف عنها موقع ويكيليكس. تشير الوثيقة إلى اجتماع سري بين القائم بالأعمال العراقي في الكويت، حامد الشريفي، والسفير الأمريكي ريتشارد لو بارون، في 18/jan/2006 حيث ناقش الشريفي قلقه من تزايد النفوذ الإيراني في العراق بعد عام 2003.

النقاط الرئيسية من الوثيقة:

1- النفوذ الإيراني في العراق:

أشار الشريفي إلى أن إيران تمول مراكز اجتماعية ومدارس ومستشفيات وقنوات إذاعية شيعية في العراق. وذكر أن إيران ترعى وتسهل تسلل وكلاء إيرانيين إلى العراق. وأضاف أن إيران تعمل على تمويل وتسليح ميليشيات عراقية لتعزيز نفوذها في المنطقة.

2-مقتدى الصدر:

ناقش الشريفي دور مقتدى الصدر، مشيرًا إلى أن إيران لديها علاقات وثيقة معه، وأنه كان يتلقى دعمًا مباشرًا من الإيرانيين العائدين من الحدود. 3-الحل الأمريكي لمواجهة النفوذ الإيراني: أكد الشريفي أن هناك نقصًا واضحًا في الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة هذه التدخلات الإيرانية في العراق.

فما ورد في الوثيقة يدعم النظريات التي ترى أن إيران لم تكتف فقط بالهيمنة العسكرية والسياسية على العراق، لكنها أيضًا تبنت استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز هيمنتها الثقافية والاجتماعية من خلال تمويل مشاريع تعليمية ودينية وإنسانية. هذه الاستراتيجية تتماشى مع محاولاتها لضمان ولاء النخب المحلية واستمرار نفوذها بعد أي تغيير سياسي محتمل.

لذا، فإن تحذير الجمهور العراقي من الوقوع في “الفخ” الإيراني يتطلب مزيدًا من الحذر تجاه الشخصيات الإعلامية والسياسية التي تبرز على الساحة بدعوى المعارضة، خاصة مع تزايد الأدلة على استخدام إيران لهذه الاستراتيجيات في العراق. للمزيد من التفاصيل، يمكنك مراجعة المصادر المرتبطة بهذا الشأن مثل تقارير مركز كارنيغي وتحليلات وسائل الإعلام الدولية.

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر البريد الإلكتروني

ذات صلة

الشرق تريبيون
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
الشرق تريبيون
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة