الشرق تريبيون - محمد العطيفى
ندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم (الخميس)، بالهجوم الذي شُن مؤخراً على العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء البالغ عددها 15، ومن بينها الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن «أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد، وعبروا عن تضامنهم مع قطر، وأكدوا دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها». وأضاف المجلس: «أكد الأعضاء ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم من قتلتهم (حركة حماس الفلسطينية)، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، أولويتنا القصوى».
ومنذ هجوم «حماس» في 7 (تشرين الأول) أكتوبر 2023، وما أعقبه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، ظل مجلس الأمن عاجزاً إلى حد كبير عن اتخاذ أي إجراء بسبب الاستخدام المتكرر لحق النقض وخاصة من جانب الولايات المتحدة.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجه انتقاداً نادراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الغارات الجوية التي استهدفت قادة «حماس» في قطر، الثلاثاء، حيث لم يخف عدم ارتياحه للضربة.
وحاولت إسرائيل قتل القادة السياسيين لـ«حماس» في غارة جوية على الدوحة، فيما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه تصعيد فردي لا يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية. وأعلنت «حماس» مقتل خمسة من أعضائها في الهجوم، بمن فيهم نجل خليل الحية رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في غزة.
ويُهدد الهجوم بعرقلة الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
«تصعيد خطير صدم العالم»
وقالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، الخميس، إن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس في الدوحة هذا الأسبوع «تصعيد خطير صدم العالم».
وفي اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجوم الإسرائيلي، قالت ديكارلو إن الهجوم يمثل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة قطر، واصفة الدوحة بأنها «شريك مهم لتحقيق الاستقرار والسلام».
ودعت المسؤولة الأممية الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس «في هذه الفترة الحساسة والالتزام بالدبلوماسية»، مضيفة أن «التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (في قطاع غزة) بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».
من جانبه ندد مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن، عمار بن جامع، بالضربات، وقال إن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون وكأن الحدود غير موجودة، مضيفاً أن ما تفعله إسرائيل ليس قوة إنما «أفعال طائشة من حكومة متطرفة».
كما وصف بن جامع الهجوم الإسرائيلي على قطر بأنه «هجوم على الدبلوماسية والوساطة» يوضح أنها لا تريد إبرام اتفاق بشأن غزة. ودعا المندوب الجزائري مجلس الأمن إلى استخدام كل الأدوات المتاحة لردع إسرائيل.
بدورها، قالت دوروثي شيا مندوبة الولايات المتحدة لدى المجلس في كلمتها إن ترمب أكد في اتصال مع أمير قطر أن مثل هذا الأمر لن يحدث مجدداً على أرضها، مضيفة أن «القصف الأحادي داخل قطر لا يحقق أهداف إسرائيل أو أميركا». لكن شيا اعتبرت أن «القضاء على حماس هدف يستحق التقدير»، وقالت إن ترمب يريد إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب. وأضافت أن نتنياهو أكد لترمب رغبته في السلام.