ليس الأفضل.. الذكاء الاصطناعي ينافس البشر للهيمنة على البرمجة

الشرق تريبيون-متابعات 

رغم أن بعض أجهزة الكمبيوتر فازت على البشر في منافسات عقلية، مثل لعب الشطرنج، لكن عندما يتعلق الأمر -حتى الآن- بالبرمجة التنافسية، لا يزال البشر يتمتعون بالأفضلية، لكن ربما لا يستمر هذا كثيرًا؛ كما يشير تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

في وقت سابق من هذا الشهر، حقق برزيميسلاف ديبياك، المبرمج البولندي وبطل الألعاب الذهنية، فوزًا صعبًا على منافسه OpenAI في نهائيات جولة AtCoder العالمية 2025 في طوكيو. مع ذلك، يتوقع المبرمج المتميز، المعروف على الإنترنت باسم سايو /Psyho، أنه قد يكون آخر إنسان يفوز بهذا اللقب، نظرًا للوتيرة المذهلة للتقدم التكنولوجي.

تنقل الصحيفة البريطانية عن البولندي البالغ من العمر 41 عامًا، الذي عمل في شركة OpenAI لخمس سنوات قبل تقاعده: "هذا محتمل. أفضل عدم المشاركة، خاصةً لأنني أحب هذه المسابقات، ومعرفة وجود كيان سحري قادر على تحقيق ذلك أفضل مني سيكون أمرًا محبطًا بعض الشيء".

ولفت "سايو" إلى مفارقة كبيرة تمثلت في أن المبرمجين هم الذين ساهموا في انهيارهم المهني "ساعدتُ في تطوير الذكاء الاصطناعي، وكنتُ الخاسر في المباراة. مع أنني فزتُ في النهاية، مؤقتًا".

مشكلات معقدة

ضمّت مسابقة AtCoder للبرمجة الآلية 11 مشاركًا بشريًا تمت دعوتهم بناءً على تصنيفات عالمية، وخوارزمية برمجة من تصميم OpenAI، التي احتلت المركز الثاني، بفارق 9.5% عن نتيجة سايو.

وتضمنت المسابقة، التي تستغرق عشر ساعات، حل مشكلة تحسين معقدة. ومن الأمثلة الكلاسيكية في هذا النوع "مشكلة البائع المتجول"، حيث يتعين على البائع تحديد أقصر طريق ممكن بين عدة مدن، مع زيارة كل منها مرة واحدة.

وعادةً ما تكون هذه المشكلات سهلة الحل "لكن إيجاد الحل الأمثل معقد للغاية من الناحية الحسابية. لذا، بينما يُستخدم ChatGPT الآن بشكل روتيني لكتابة شيفرة نمطية، سيُعتبر أداء الذكاء الاصطناعي في حل مشكلة منطقية مفتوحة أمرًا مثيرًا للإعجاب"؛ حسب التقرير.

وكما قال سايو، في الوضع الحالي، لا يزال البشر أفضل بكثير في التفكير وحل المشكلات المعقدة. لكن سرعة كتابة الأكواد البرمجية لدى البشر "محدودة"، بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي تجربة الكثير من التعديلات الصغيرة بسرعة كبيرة.

أضاف: "يشبه هذا النموذج استنساخ إنسان واحد عدة مرات والعمل بالتوازي. قد لا يكون الذكاء الاصطناعي الأذكى حاليًا، لكنه الأسرع بلا شك. وأحيانًا، تُعطي مضاعفة شخص عادي مرات عديدة نتيجة أفضل من إنسان فريد من نوعه".

تأتي هذه النتيجة في الوقت الذي تتجه فيه شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك "ميتا" و"مايكروسوفت"، إلى الذكاء الاصطناعي لكتابة أكواد برمجية.

وفي مايو الماضي، حذّر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، من أن الذكاء الاصطناعي قد يستحوذ على 20% من الوظائف المكتبية خلال سنة إلى خمس سنوات مقبلة.

وأشار إلى أن "كل مهنة تشهد هذا الوضع حاليًا، تقريبًا. بعض الناس في جميع الوظائف المكتبية ينتظرون هذا الوضع الآن. أما بالنسبة للوظائف اليدوية، فإن الروبوتات متأخرة بسنوات عديدة".

أيضًا، مثل كثيرين في هذا المجال، يُبدي سايو شكوكه بشأن التأثير المُحتمل لنماذج الذكاء الاصطناعي المُتزايدة القوة.

وقال: "لدينا الكثير من المشكلات، منها التضليل الإعلامي، والتأثير الاجتماعي، وفقدان البشر لهدفهم في الحياة. تاريخيًا، يتحرك المجتمع بوتيرة بطيئة جدًا. أما التقدم التكنولوجي حاليًا، فهو يتسارع بوتيرة مُتسارعة".