الشرق تريبيون- متابعات
باتت الطائرات الاعتراضية الأوكرانية رخيصة الثمن في مرمى بصر الدول الأوروبية، إذ تتسارع من أجل الحصول عليها، في أعقاب ما زعموا أنه انتهاك غير مسبوق للمجال الجوي البولندي من قبل طائرات بدون طيار روسية انتحارية.
ودخلت ما لا يقل عن 19 طائرة درون روسية رخيصة الثمن المجال الجوي البولندي في 10 سبتمبر الجاري، ما دفع حلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى أول تدخل عسكري منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتم نشر قوة من طائرات إف-16 بولندية، وإف-35 هولندية، و طائرات أواكس إيطالية، وطائرات نقل وقود متعددة الأدوار وصواريخ باتريوت الألمانية.
أنظمة اعتراض
تمكن حلف الناتو من إسقاط ما بين 3 أو 4 طائرات درون روسية، بحسب صحيفة كييف إندبندنت، إذ تم استخدام صواريخ سايدويندر التي تبلغ تكلفتها نحو 400 ألف دولار للصاروخ الواحد لإسقاط الطائرات الروسية رخيصة الثمن، المعروفة باسم جيربير، وهي طائرات وهمية مصنوعة من الخشب الرقائقي والرغوة والتي تكلف نحو 10 آلاف دولار فقط.
وفي غضون ساعات من الهجوم، وفقًا لمسؤولين ومُصنِّعِين أوكرانيين، شهدت الشركات الدفاعية الأوكرانية زيادة في الاستفسارات من أوروبا لكل من أنظمة اعتراض الطائرات بدون طيار الأوكرانية وأنظمة الحرب الإلكترونية، وشملت الطلبات شركات من ألمانيا والدنمارك ودول البلطيق وبولندا.
التكنولوجيا الرخيصة
وتتكون مجموعة الطائرات الاعتراضية الحالية في أوكرانيا من طائرات رباعية المراوح فائقة القدرة تصل إلى سرعات وارتفاعات تتجاوز بكثير طائرات FPV -الرؤية من منظور الشخص الأول- المألوفة منذ فترة طويلة، ووفقًا للمصنعين، تكلف نحو 5000 دولار لكل منها.
وأكد الخبراء أن الدول الأوروبية الأن غير مستعدة إلى حد كبير للحرب باستخدام الطائرات بدون طيار، لذا فهي تسارع إلى أوكرانيا ذات الخبرة في استخدام الطائرات بدون طيار بحثًا عن حلول، كونها تفتقر إلى التكنولوجيا الرخيصة لإسقاط الطائرات بدون طيار الروسية.
الحل الأمثل
وتمتلك أوكرانيا في مخازنها الدورن الرخيصة المعروفة باسم الأسلحة الصغيرة والمخصصة للاستخدام الدقيق المحدود، ضد أهداف باهظة الثمن مثل الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، كل واحدة منها مزودة بشحنة متفجرة، والتي تنفجر في محيط الهدف من أجل إسقاطه من السماء.
ولكن بسبب الحرب الحالية مع روسيا، لا يمكن تصدير الطائرات الدرون إلا بعد موافقة مكتب مراقبة الصادرات الحكومية الأوكراني، والذي لديه المعايير التي يسمح بموجبها للأوكرانيين بإرسال الأسلحة إلى الخارج، إلا أن الخبراء أكدوا أنه مع تصاعد التهديد الروسي لحلف الناتو، يمكن لكييف أن تسمح بتصدير تلك المنتجات إلى جيرانها.
ويتمثل الطلب الأوروبي الأكبر على طائرات الاعتراض المُسيَّرة الجديدة التي أنتجتها أوكرانيا قبل نحو ثلاثة أشهر، والتي عرضها الرئيس فولوديمير زيلينسكي لأول مرة، والتي باتت الحل الأمثل لجميع المخاوف الأوروبية حول كيفية مواجهة روسيا والدفاع ضد غاراتها الجوية الرخيصة بوسائل أرخص.