رئيس التحرير : محمد العطيفى
قبل أن يصل ترامب الى البيت الأبيض والعالم يحبس أنفاسه ، بين إدارة جديدة للولايات المتحدة تتوعد وتهدد فى حملتها الإنتخابية ، وإدارة أخرى تستعد للرحيل ، وتحافظ على بقاء ماء وجهها . فى واقع الأمر كليهما لايقيم وزناً كبيراً للعالم .
الإدارة القديمة إنسحبت من أفغانستان ، وخلقت حروباً فى مناطق مختلفة من العالم ، مازالت بؤراً للصراع . فرضت حرباً بين روسيا وأوكرانيا رحاها ما زالت قائمة . أماكن عديدة فى الشرق الأوسط تعانى حروبأ ونزاعات داخلية منها اليمن ، ليبيا ، العراق ، والقضية الفلسطينية جوهر الصراع العرابى الإسرائيلى . بصورة أو أخرى استطاعت أن تحد من التمدد أو التوسع الإيرانى فى المنطقة العربية . توترات فى آسيا ليتم تحجيم النفوذ الصينى الذى بدأ يزداد ويهدد عرش أمريكا . رغم أن هذه الأدارة استخدمت اللين والشدة فى سياستها إلا أنها حافظت على أهمية الدور الأمريكى فى ظل ضعف المؤسسات الدولية التى تجمع العالم ويؤمن بأهمية وجودها . وكان يمكنها بهذه السياسات الوصول الى نتائج بتقدم الدور الأمريكى عالمياً بعدما حجمت الدور الروسى وأهميته سواء كلاعب دولى وأيضا مصدراً للطاقة والغذاء
ليأتى ترامب وهو يخطو نحو البيت الأبيض يعلنها حرباً شعواء . ظن البعض أنها دعاية إنتخابية ، لكنها لم تكن إطلاقاً دعاية ، بل كلمات محسوبة خصوصا انها ليست المرة الأولى التى يصل فيها الى رئاسة الولايات المتحدة الامريكية . جلس ترامب فى المكتب البيضاوى لمدة أربع سنوات ، حتى بعد فوز بايدن كان يرفض الخروج من البيت الأبيض . بعيداً عن أفكاره الشعبوية ، فالمؤسسات الامريكية قادرة على كبح جماح أى رئيس يخرج عما تخطط له المؤسسات هناك .
لذا لم تكن تصريحاته فى الحملة الأنتخابية لمجرد كسب الود الشعبى وإستمالة الناخبين . بل هو يعنيها ويعرفجيداً كيف يتحرك العالم ؟
هو أتى بين تأييد ورفض دولى ، هناك دولاً كثيرة كانت تتمنى أن يصل الى البيت الأبيض ، ودول أخرى لاتطيق حتى سماع نطق اسمه .
وبالنظر الى السياسات التى بدأ بعد القسم بتوقيع أوامر تنفيذية لها تجعلنا فى محاولة فهم مايدور بخلد ترامب فى الفترة القادمة وعلينا أن نطرح هذه الأسئلة !!!!!
هل يستطيع ترامب أن يحارب العالم ؟
هل سيفرض ترامب على أمريكا العزلة من العالم برفع الرسوم الجمركية ؟
هل ستفرض امريكا على العالم خلق تكتلات جديدة ، وإعلان التمرد الدولى وإعادة منظومة المؤسسة الدولية بشكل جديد يناسب التغيرات فى العالم وإعلان فصل جديد من العلاقات الدولية ؟
هذه أهم الاسئلة التى ستمكننا أن نرى الشعاع فى اخر النفق المظلم .
جزء من سياسة ترامب الجديدة لاتختلف عن سياسته فى عام 2017 مثل الأنسحاب من إتفاقية المناخ ، وسحب الشراكة العابرة للمحيط الهادى ، الإنسحاب من الإتفاقية النووية الإيرانية ، فرض رسوم إنتقامية على الأتحاد الأوربى والصين .
مازاد هذه المرة هو الإستيلاء على أراضى الغير ، وهذه سابقة جديدة وخطيرة فى ظل هذه السياسات الخارجية التى ستفك الإرتباط بين الولايات المتحدة والعالم .
أولها : الأتحاد الأوروبى الذى سيرد هو الأخر بتدابير دفاعية وفرض تعريفات مضادة على المنتجات الأمريكية مما يقلل تواجد هذه السلع فى الأتحاد الأوروبى ، وعلى ترامب أن يفكر مافائدة انتاج السلع ولايوجد سوق لها ؟ ربما أيضاً أن يعزز الأتحاد الأوروبى شراكاته والتعاون بعيداً عن الاسواق الأمريكية .
ثانيا : سيبقى الصراع التجارى بين الصين والولايات المتحدة قائم خصوصا أن الصين تشغل منتجاتها حيزاً كبيرا فى العالم لرخص أسعارها ، ولاتستطيع الولايات المتحدة منافسة الصين فى العديد من الصناعات للتكلفة ، وحتى فى مجال التكنولوجيا .
أما بالنسبة الى تصريحاته بالإستيلاء على أراضى الغير فها نحن نرى الرد من الدول التى تتهمه بالسفه والبلطجة مما سيزيد من حجم التمرد والإبتعاد أكثر عن الولايات المتحدة ليهنأ ترامب بأمريكا اولاً وزيادة الدعوة الى أن يكون هناك مجتمعاً دولياً يقوم على العدالة والإنصاف وحفظ حقوق الشعوب أن تعيش على أراضيها فى أمن وسلام دون تهديد أو وعيد
وأن أستمر ترامب فى التعنت ورؤيته أن امريكا هى القائد الوحيد فى العالم بعيدا عن الدبلوماسية وأحترام المواثيق الدولية . هذا سيكون بداية دخول العالم فى نظام دولى جديد يصيغه العالم بكامل ارادته يكفل حقوقه وواجباته ، وربما تزداد العزلة على الولايات المتحدة الامريكية
خلاصة القول أن ترامب يحتاج الى اللغة القاسية من العديد من قادة العالم دون الأكثراث الى أقواله أو حتى التوقيع على قرارته التى يرى هو فقط أنها تهز العالم .