كتبت : جينا عيسى
في زمن كثرة فيه المشاكل والضغوطات و أعباء الحياة جعلنا نبحث عن بسمة هنا وابتسامة هناك ، حتى اننا نبحث عنها في السوشيال ميديا ولكننا ان وجدناها فهي ليست صادقة ليست نابعة من القلب. كنت أقلّب في صفحات الزمن الجميل أبحث عن ضحكة حقيقية وبساطة معيشية وقلوب بريئة وحِكَم ثمينة استوقفني مسلسل كوميدي لبناني يحمل اسمه 'الدنيا هيك " الذي كانت ضحكات وحِكَم هذا المسلسل تغزو بيوتنا. ضغطت على زرار الحاسوب وبدأت في المتابعة، ممثلين وممثلات توزّعت عليهم الأدوار ببراعة، شخصيات تجعلك مندهشاً في تمازجها رغم إختلافها! في كل حلقة تُحَلُّ مشكلة تترك حكمة نتعظ منها. لقد رحل الكثير من هؤلاء الممثلون وغابوا عن عالمنا تاركين ورائهم فرح وكنز حقيقي وفن تمثيلي لن يتكرر . فهى من حصدت وعن جدارة لقب ملكة جمال السينما ..
شخصية عرفناها ومازل محفور اسمها فى ذهن جيل ، بل ربما عدة أجيال عرفت بأسم شويكار وقد أدّتها الممثلة والفنانة القديرة( آمال عفيش) هذه الشخصية عبارة عن فتاة في غاية الجمال ومقتبل العمر و بريئة مفرطة فى البساطة لدرجة الجنون . كل اهتمامها ان تجد عريساً.
الفنانة القديرة ( أمال عفيش ) هي من جعلت من اللثغة ماركة مسجّلة باسم شويكار . آمال عفيش كيف ابتكرت هذه الشخصية ؟ حتى وان تلفّظت وتلعثم لسانها بلفظ السين شين أو قلبت بتلقائية وحبكة فنية للدور الشين الى حرف السين بصوت مميّز وحركات وجه ورموش مرفرفة، تجعل المشاهد في حالة سعادة يصهصل فيها الضحكات المدوية . كان التليفزيون تتجمع حوله الأسرة وحتى ضيوفها لتتعالى صيحات السعادة والضحك المفرط ..
ولدت (آمال عفيش ) في زحلة والدتها من مدينة زحلة ووالدها من بكفيا مما اكسبها الشهامة وعزّة النفس من زحلاوية والدتها و أخذت من والدها الفن والصوت الجميل وارستقراطية وشياكة أهل وسكان منطقة بكفيا اللبنانية ..
كان لقاء صدفة جمعها بالفنان الكبير عماد فريد الذي اسند اليها دوراً معه في حلقة تلفزيونية بعنوان ' زهرة الغاردينيا ' وكانت ولادة فنانة لن تتكرر.
لم تقف فقط عند حدود حلقاتها التليفزيونية ، بل أمتدت لما لها من تأثير وقبول لدى المشاهدين وما تملكه من قدرات تمثيلية عالية ينتظرها الجمهور .
فعملت على خشبة المسرح الوطني في بيروت وقفت إلى جانب الفنان الكبير الراحل 'شوشو' وتوالت الإطلالات في ' الدكتور شوشو' ثم 'مريض الوهم ' ثم ' الحق على الطليان ' ليذاع صيتها وتتنقل بين الشاشة الصغيرة ثم الكبيرة.
أمال عفيش حفرت في الصخر وجاهدت لانه في ذالك الزمان لم يكن هناك إنترنت ولا واتس اب ولا فيس بوك ولا إنستغرام ….
كافحت حتى أصبحت من اشهر الممثلات اللبنانيات التى وصلت وغزت شهرتها كل العالم العربي فهي التي مثلت الغريبة-سحر-وبقي الحب- عذاب الأمهات -والكثير الكثير من الأعمال التي أغنت السينما والشاشة الصغيرة.
وقفت أمام كبار الممثلين وابدعت في الأداء وحفرت في ذاكرتنا وجودها وإطلاتتها بمشاهد لايمكن ان ننساها .
لعبت دور البدوية وأجادت دور الام وابدعت كعاشقة للدور الذى تؤديه . فعندما لعبت دور الفتاة البسيطة المولهة في ايجاد العريس فأضحكت الجمهور من القلب ، كانت محل اعجاب الفتايان والفتيات ، الأباء والأمهات وحتى الأجداد والجدات الذين ابهرهم اتقانها للدور الذى تقوم به .. . خشبة المسرح شهدت لها اجمل الأعمال مما جعل ادائها يحاكي المشاهد .
اما حياتها فلقد زنّرتها المشاكل والتعقيدات من كل حد وصوب، فبعد موت الوالدة كانت زوجة الاب جلادها. كان الزواج هو المفر الوحيد وتعددت زيجاتها .احدى زيجاتها كانت من الفنان والمطرب السوري فهد بلان ، لم يكن الاستقرار في الزواج يستمر لأسباب عدّة منها الحاسدون ومنها خاربون البيوت…. أثمرت بعض زيجاتها عن أطفال وكان في ذالك فعلاً عذاب الأمهات .
حياة الفنانة آمال عفيش الشخصية الكثير من المغامرات بل ربما الحروب الطاحنة . لم تكن حياتها مزروعة بالورود ، فجروح الاشواك فى رحلتها لم تزل تؤلمها حتى يومنا هذا .
وسيكون للشرق تريبيون حوار طويل معها فى مقابلة خاصة لتحكى لنا عن قصتها كاملة .
هنا اتوقف عن الكتابة ويتبع في المقالة الثانية قريباً.