احتجاجات المزارعين الفرنسيين تصطدم بتدخل أمني لمنع وصولهم إلى باريس

باريس -الشرق تريبيون - سعيد أحمد 

حاولت عدة قوافل من الجرارات الزراعية، بمبادرة من نقابة التنسيق الريفي (CR)، الوصول إلى العاصمة الفرنسية باريس منذ يوم أمس الأحد 5 يناير، إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك. ووفقًا لمنشورات عبر منصة "إكس"، نددت النقابة بما وصفته بـ"قمع غير مسبوق". وجاء في إحدى التغريدات: "المزارعون محاصرون من قبل الشرطة في منطقة إيفلين.

لم نشهد مثل هذا القمع خلال 30 عامًا من الحركة الزراعية". وأضافت النقابة: "الدبابات في المناطق المهمشة من الجمهورية؟ لا، فقط لمحاصرة عائلات ومزارعين جاؤوا إلى باريس للدفاع عن الزراعة الفرنسية". فى تصريح جريء، أعلن سباستيان هيرو، عضو اللجنة التنفيذية للتنسيق الريفي، في حديث لـ"فرانس إنفو" صباح اليوم الاثنين: "سنخترق الحواجز لدخول باريس".

وتهدف هذه العملية الاحتجاجية، التي قد تستمر لفترة طويلة، إلى التعبير عن رفض المزارعين لاتفاقية الاتحاد الأوروبي وسوق أمريكا الجنوبية المشتركة "ميركوسور". ويرى المزارعون أن الاتفاقية غير عادلة بسبب معايير الإنتاج الأكثر صرامة في أوروبا، ما يجعلها مجحفة وغير تنافسية، خاصة لصغار المزارعين.

إلى جانب ذلك، تشمل مطالب المزارعين عدة قضايا أخرى، مثل تراجع الدخل، ارتفاع أسعار الوقود والمواد الأولية، وانخفاض حجم الدعم والاستثمار الحكومي. وكانوا قد أطلقوا في العام الماضي موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا وأوروبا، لكنها علّقت بعد وعود حكومية أعلنها رئيس الوزراء غابرييل أتال في مارس 2024.

من جهتها، أكدت وزيرة الحسابات العامة الجديدة، أميلي دو مونتشالان، في مقابلة تلفزيونية الاثنين، أن جميع التدابير الموعودة ستُنفذ "فور اعتماد الميزانية الجديدة". وفي السياق ذاته، أوضحت المتحدثة باسم الحكومة، صوفي بريماس، عقب اجتماع مجلس الوزراء يوم الجمعة، أن "النصوص المتعلقة بالقطاع الزراعي ستكون أولى القوانين التي ستُناقش في البرلمان بعد التصويت على الميزانية".

كما أُعلن عن اجتماع بين الحكومة وممثلي النقابات الزراعية يوم الاثنين 13 يناير. لكن المزارعين أعربوا عن عدم اقتناعهم بهذه التصريحات، حيث وصف باتريك لوغراس، المتحدث باسم التنسيق الريفي، موقف الحكومة قائلاً: "إنهم يماطلون ويخدعوننا".