هل بدأت شرارة الحرب الكبرى ؟

محمد العطيفى : رئيس التحرير

اشتعلت الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023 بين حماس والحركات الجهادية فى غزة وبين اسرائيل . كان هناك خطأ كبير فى التوقيت لم تضعه ( حماس ) فى الحسبان ، فحماس عاشت مع اسرائيل كزوجان منفصلان تحت سقف واحد ، لايطيقان بعضهما البعض ، ويبحثان عن ساعة الفراق .

وحسب رؤيتى الشخصية أن  اسرائيل لم تكن تبحث عن حماس فى هذه المرحلة لتكتب نهايتها ، بل كل هدف اسرائيل كان ينصب حول شكل جديد لمنطقة الشرق الأوسط تكون فيه اسرائيل مقبولة وسط جيرانها ، وأقامة علاقات للتعاون والتجارة حتى فى ظل تيارات تعارض اتجاه التقارب العربى الأسرائيلى  .

وكان قطار التطبيع بين اسرائيل والبلدان العربية يسير ربما بخطى ضعيفة ، وسط خطط للتعاون يساورها الشك واليقين فى شريك ظل سنوات هو العدو رغم اتفاقيات سلام مع مصر والأردن ، لكن لم يتوقف ، وربما كان من اسباب ضعف سرعة هذا القطار هو ردود افعال ما سمى ( المقاومة ) المدعومة من ايران ونفوذها فى دول عربية بعينها .

وتمدد النفوذ الايرانى فى دول عربية أخرى لتسير بخط متوازى مع قطار التطبيع ، مما خلق حالة ارباك وعدم وضوح للرؤية فى سماء ملبدة بغيوم  نتيجة أهمية المنطقة واستراتيجيتها فى تصدير الطاقة للعالم .

ومع بداية الحرب التى تركزت على غزة التى دفع ثمنها الابرياء من الشعب الفلسطينى فى أول كارثة انسانية يشهدها العالم على قنوات التليفزيون ، ليعلن العالم رفضه لهذه الحرب وينتفض فى الشوارع فى عواصم العالم .

المقاومة كانت كلها تعمل على استحياء ، لم تعلن دخولها ودعمها المباشر لحماس . كان الغرض الرئيسى ان تتذوق ايران جرعات السم بلسان حماس فى فلسطين ، وبالتلويح من بعيد لكل من حزب الله ، وانصار الله ، والجماعات المناوئة لها فى العراق وسوريا للتحرك حسب التعليمات من طهران، وانها جاهزة للتدخل لرفع سكين اسرائيل من على رقبة حماس  .

وهذا كان أحد الاسباب التى وقعت حماس فى فخها وأدت الى تدمير غزة ، لا يمكننا القول أن حماس كانت بهذا البله والغباء . اذا اردنا ان نلتمس اعذار لها، وهى التى لها تاريخ تقشعر منه الابدان عندما يتحدث عن سلوكها وتعاملها مع شعب غزة خصوصا ممن ليس له ميول وافكار دينية ، فهى عدم الرؤية والقراءة الواضحة للمشهد ، وتسليم نفسها لأيران بدلا من التقارب مع السلطة والدول العربية .

نتنياهو وبما لديه من خبرة كبيرة فى العمل السياسى ، كل ما يشغله على الساحة الدولية هى ايران ، والمنشأت النووية احدى مصادر القلق لنتنياهو واسرائيل . لذا كان هناك أكثر من جس نبض لايران قام به نتنياهو وهو اغتيال اسماعيل هنية على ارض ايران حسب رواية ايران . وفى العديد من الأختبارات التى اختبرت بها ايران لتظهر ما لديها من قوة يتضح للعالم انها نمر من ورق ، كل ما استخدمته اذرع لها فى بعض الدول يأتمرون لأمرها ، وينفذون اجندتها التوسعية على حساب ضعف وغياب الدولة التى تتواجد عليها تلك الاذرع الايرانية .

بدأت اسرائيل حربها المباشرة ضد حزب الله بعدما اطمئنت لسيطرتها على ساحة غزة ، والتى تم فيها القضاء على قادة حزب الله بما فيهم الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله . والعالم ينتظر الرد الايرانى ، وأمريكا تنتظر والعالم الاوروبى يفكر فى شكل رد المارد الايرانى الذى صور نفسه على انه اقوى من التنين الصينى .

وبالأمس قامت ايران بالرد بأطلاق 200 صاروخ باليستى على اسرائيل ، وهنا كانت ردود الفعل الدولية التى توضح أن ايران وقعت فى اكبر جرم تاريخى بالاعتداء على اسرائيل . وهنا يوضح لنا أن العالم مازال على قلب رجل واحد ، وليس كما يسوق لنا البعض من الضالين أن الحرب مع ايران تعنى الحرب العالمية ..وهنا السؤال الحرب العالمية مع من ؟ وضد من ؟

روسيا فى حرب مع اوكرانيا وتكاد تكون حرب متكافئة ، بعيدا عن التهويل الاعلامى واسلحة يوم القيامة والانفجار الكبير كلها دعاية بعيدة كل البعد عن الواقع . الصين رغم الحرب الاقتصادية هاتفها ( هواوى ميت اكس ) بجوار ( ايفون 16 ) فى الصين وفى الدول الغربية .

خلاصة القول أن الشرق الاوسط ربما يشهد حقبة جديدة لا وجود فيها لما سمى بالمقاومة ، وربما هذا سيفيد المنطقة فى التنمية الاقتصادية والتعاون . وبالنسبة لأيران اذا استطاع نتنياهو فى ضرب المفاعل النووى الايرانى وهذا واضح انه بات هدفا دوليا فى الوقت الحالى ستكون ايران جاهزة بعدها للتطبيع مع اسرائيل وربما يكون هذا الحدث قبل السعودية . ولنا حديث آخر