كتب : خالد مصطفى
عاشت مصر لحظات حزبية سعيدة بعد أن أعلن الرئيس الراحل انور السادات ( رحمه الله ) عن عودة الأحزاب استبدالا للمنابر الثلاثة، ليصبح كل حزب حرا تماما فى ادارة نشاطه السياسى فى حدود الدستور ، وهذا كان فى نوفمبر 1976 . وكان الحزب الوطنى الذى تأسس فى 31 يوليو 1978 والذى كان يمثل ( يمين الوسط ) بقيادة الرئيس السادات نفسه ، اعتبر حينها نقلة نوعية حيث عاد من الباب الكبير،.
وظل سنوات طويلة هو الحزب الحاكم أو تحديداً الحزب المسنود على الحاكم ، توالت للحزب نجاحات عديدة حتى سقط دون سابق انذار بجميع وحداته الحزبية على مستوى الحمهورية إلى مستنقع الفساد إلا البعض من العناصر الشريفة.
وقد ساهم الحزب فى إفراز مجموعة من الفاسدين ما زال المجتمع المصرى يعانى من جشعهم حتى الآن، إنهار الحزب الوطنى وهوى للقاع وخرج من الحياة السياسية أثناء أحداث يناير ٢٠١١ . لتختفى الحياة الحزبية لفترة ثم انفتح المجال مرة أخرى للأحزاب بحجة فتح الحياة السياسية للجميع، فأصبح هناك حزب فى كل شارع تحت ستار مايسمى بحرية الرأى ، والحق فى ممارسة الجميع للحياة السياسية .
هذه الفترة (فكرتنى) بواقعة جميلة حصلت فى ليبيا أيام ماكان هناك دولة إسمها ليبيا ، حين تم دعوة الرئيس الراحل معمر القذافى لتسليم الكأس فى نهاية المشوار الكروى الليبى. القذافى لم يعجبه أداء الفرقتين فى الملعب فنظر لمعاونيه وقال (ماهذا الهراء) ؟! هذه ليست مباراة لكرة القدم ،وكيف تكون الكرة مقتصرة فقط على هؤلاء اللاعبين ؟ ولكى ننهض بهذه اللعبة يجب ان يمارس الجميع لعبة كرة القدم . فانتشرت اللعبة فى كل الشوارع لدرجة ان هناك مباريات محلية فى الشوارع كانت تضم لاعبين تخطوا سن السبعين عاماً ، مما تسبب فى إنهياراً تاماً للعبة كرة القدم حينذاك فى ليبيا .
هذه الفترة هى الأقرب لفترة الإنفتاح الحزبى فى مصر عقب مايسمى (بعورة يناير) زادت الأحزاب فى الشوارع ولكن اختفت قوة المنافسة ولم تفرز هذه الفترة عمل حزبى حقيقى قد يساهم فى رفع شأن الحياة السياسية فى البلاد، على الرغم من ميلاد أحزاب عديدة لكنها تبخرت فى سنوات قليلة إلى أن تم الإعلان عن حزب جديد اسمه (مستقبل وطن) الوضع كان طبيعى أن يتسلل للحزب العديد من الجبابرة المتبقية من رفات الحزب الوطنى، وكان لزاماً على مستقبل وطن أن يقبلهم لأن مصر كلها كانت تسعى للإنضمام للحزب الوطنى فى فترات تألقه ، وكان الحزب أشبه بالسجن أحياناً وانطبق على العديد من الأعضاء الشرفاء مقولة ياما فى الحبس مظاليم .
وكان لزاماً على العديد من الأحزاب الجديدة ومنهم مستقبل وطن أن يستفيدوا من بعض هذه الكفاءات التى مازالت تعمل بجهد متواصل لخدمة البلاد حتى هذه اللحظة.
بدأ مستقبل وطن فى تنظيم نفسه وأصبحت وحداته الحزبية منتشرة فى كل شارع، فى كل مدينة، وكل قرية فى ربوع مصرنا الحبيبة. وهذا بدوره ساهم ذلك فى إفراز مئات الأعضاء يمثلون الآن الأغلبية النيابية فى مجلسى النواب والشيوخ ، على الرغم من الأخطاء العديدة التى أِتُهم بها الحزب بأنه باباً مفتوحاً على مصرعيه فقط لرجال الأعمال ، وأن بعض الأمانات فى بعض المراكز ضمت أعضاء كانوا من الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية دون علم .وحاول هؤلاء تكرار تنفيذ مايسمى (بفكرة غسيل الأموال) أو غسيل عقولهم وأفكارهم المتطرفة داخل بعض الأمانات .وأنا كنت واحداً من الذين هاجموا بشدة مثل تلك التوغلات حتى لو كانت بسيطة.. لكن بات واضحاً للجميع أن الكيانات الرئيسية للحزب بدأت تتغير ولفظت كل هذه التدخلات الغير مُبينة. حيث إعتمدت قيادة الحزب مؤخراً على مجموعة من الشباب الغير ملوث سياسياً وبدأ هؤلاء الشباب العمل فى صمت وإستطاعوا غربلة وتنقية الحزب خلال فترة بسيطة إختفت خلالها أسماء كبيرة قد طالها أحاديث ، وإشتباه فى عمليات فساد لم تثبت عليهم حتى الآن .
ولكن مجرد ذكر أسماءهم أبعدهم عن دائرة الضوء وبدأنا نلاحظ تغييراً جذرياً فى العمل الحزبى، وهياكله المتعددة بصورة لم تكن معهودة قبل ذلك ، حيث أصبح هناك إلتزام داخل جميع الوحدات الحزبية، والأمانات المركزية وقيادتها بجميع المحافظات، وبدأنا نشعر أننا أمام منظومة عمل حزبية لم نعهدها من قبل. أولم نتعود عليها منذ زمن بعيد وهو جاذب للأنتباه هذا التغيير المفاجئ ، وهذه التجربة التى سلكت طريقاً مختلفاً للنجاح .
وبالبحث فى الأمر بعناية وجد أن هناك شاباً هو السبب المباشر فى كل هذا التطور إنه الشاب (أحمد عبدالجواد ) نائب رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ حيث إستطاع هذا الشاب بما يملكه من رؤية ثاقبة أن يعيد للحزب رونقه وبريقه ويضعه على قمة الحياة السياسية . .
فى مصر أحمد نموذج مشرف وإستمرار طبيعى لنماذج مشرفة عديدة أنجبتها محافظة الشرقية، وأنا بصفة شخصية أتابع عن كثب النماذج الناجحة فى كل مكان على أرض المحروسة وأحمد عبدالجواد أصبح واحداً من هؤلاء الذين يملكون مقومات التغيير للأفضل ويملك كافة مكونات التطوير حتى أصبح مستقبل وطن حلم لكل مواطن مصرى وثبتت رؤية السيد الرئيس بأن الشباب هم من يملكون الزمام فى قيادة رحلة العبور للمستقبل .